• ×
  • دخول
  • 12:37 مساءً , الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024 | آخر تحديث: 09-12-1445

معرض الكتاب والأنا    مترجم الأدب الصيني الوحيد    صاحب المعالي الجديد .. تلميح وتصريح    مكتبة في بكين    قصة تطرف يرويها أصحابها    الجنادرية 31 .. من خلال رؤية 2030    لا وقت للضحك!    مسلمة في مدينة أميركية: درس من الإلهام    زوج هارب إلى الاستراحة    الملك في الشرقية   
اللجنة الإعلامية

زوج هارب إلى الاستراحة

اللجنة الإعلامية

 0  0  1387
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تتساءل الزوجة بقدر من الخيبة والإحباط، لماذا يجد زوجها المتعة والتسلية مع أصحابه أكثر بكثير من الحياة معها في المنزل؟ مع الإقرار بأن تعدد العلاقات الاجتماعية للفرد تضعه دائما في الإطار الصحي والطبيعي، إلا أن السلبية في الحالة المشار إليها تقتضي الانسلاخ عن رداء التحفظ الذي يحاصرهما به المجتمع ويفرضه هو في المنزل وبالتالي يتهرب من كآبته، فهو يطوق زواجه بسلوك يحفظ له الوجاهة والاستقامة والقبول أمام الآخرين، وقد يظن من باب آخر أن مشاركته لزوجته في جميع شؤونه سيفتح عليه بابا لا ينغلق من النقد والمشكلات، وفي حالة أخرى قد يرى أن في ذلك فسادا لأخلاقها، استنادا إلى النظرية التي تحدد دور الرجل كمشرف وضابط للسلوك!

نمطية العزل بين الجنسين في الحياة العامة جعلت لكل من الجنسين عالمه وأسراره وأسلوب تعامله الخاص، حتى في حالة ارتباط الرجل بالمرأة كعلاقة وثيقة ولصيقة من حياة الفرد الشخصية كالزواج، إلا أنه سرعان ما ينطفئ بريق عنفوانها بعد السنة الأولى من الارتباط الزوجي، فالرجل التقليدي يبدأ برسم ملامح الحياة الزوجية ويقوم على تحديد نمطيتها ومواقفها بضابط معين في حال أن لدى الزوجة جاهزية تامة للتعايش وفق النمط المفترض والمحدد مسبقا من قبل المحيط الاجتماعي، فهو يحافظ من خلاله على بقاء زوجته في قالب من التحفظ يضمن من ذلك أن يبقي عليها التزامها بالسلوك الأخلاقي الذي يرى أنه يحافظ على استقامة بيته وأسرته، بينما هي ترى أن هذا التزام واجب وبغير ذلك لا تستقيم الأمور، مما يجعل الرجل لا يحاسب نفسه على التفريط الصادر من جهته في إهماله للمنزل.

لك أن تلقي صورة على بعض مجالس الرجال وما يدور فيها من الأحاديث والسلوكيات الهامشية التي يرون في ممارساتها حقا لهم بامتلاك مساحة من الحرية تكفل لهم ذلك كوضع امتيازي، ولا نحاكي هنا البعد الأخلاقي للسلوك خارج البيت، فهذا معيار محدد حسب الشخص نفسه، ولكن يمكن لنا أن نتصور علاقة الزواج كعلاقة محصنة بشدة من الانفلات إلى الحد الذي يتعدى فيه كلاهما على حق الآخر ويقلل من واجباته واحترام حريته، من حيث يغيب الفهم الحقيقي لعلاقة الزواج بسبب احتكامها للعرف والعادات القهرية، ومن حيث يكون الفرد في صراع مع رغباته الحقيقية وما ينبغي أن يكون عليه أسريا واجتماعيا، فالزواج الناجح يبنى على الصداقة وتشارك الرغبات والاحتياجات الإنسانية بعيدا عن قيود المجتمع.

المصدر: جريدة عكاظ

بواسطة : مها الشهري
 0  0  1387
التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:37 مساءً الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024.