يعد معرض الرياض الدولي للكتاب أكبر ملتقى ثقافي في الوطن العربي، وحالة استثنائية في الوسط الثقافي والاجتماعي، وحدثا سنويا ينتظر ويتابع بشكل مستمر، وقد حظي برعاية كريمة من رجل الفكر والسياسة المثقف الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في حله وترحاله، منعشا قلوب رواد الثقافة والأدب والإعلام وأصدقاء الحرف، ومنبعا لنتاجهم الأدبي والفكري، وينتظره أيضا من يحب تسليط الضوء عليه وعلى ما يمتلك من أفكار ورسائل سواء إيجابية أو سلبية يبثها من خلال منبر الفكر والأدب بأي طريقة كانت، ثم سرعان ما تبدأ الصراعات التحليلية والفكرية بين مؤيد ومعارض ومادح وشاتم، حيث نشاهد بين الفينة والأخرى من يحاول أن يثبت وجوده ويفرض نفسه على الجميع بلغة (الأنا) لا أريكم إلا ما أرى، ويحاول التسلق واقتناص الفرص ليفرد عضلاته ويحاكي المجتمع سواء عن قناعة أو استغلال، وخطوات بسيطة يصبح نجما ساطعا وبطلا قوميا لا يشق له غبار وفي نهاية المطاف يطوى الحدث بدون إعلان للنتائج، مما يشجع كثيرين على اتخاذ الأسلوب نفسه في الأعوام المقبلة، لأن صديقه أصبح علما يشار له بالبنان نسأل الله السلامة.
لا بد أن يكون للجهات المعنية والمنظمة دور في رقي المجتمع من بعض التصرفات الفردية غير المسؤولة، وهذه التصرفات لا تمثل إلا أصحابها، في كل يوم نشاهد جماليات المعرض والبياض الناصع الذي لا يعكر صفوه النقطة السوداء، وهذا ما لمسته شخصيا من خلال التنظيم الجيد والفعاليات المصاحبة، ولا نختزل الحكم على المعرض من خلال بعض السلبيات أو المواقف لأنه عمل بشري يعتريه النقص، وكمال هذا النقص في التكاتف والنقد البناء للجهات المعنية بالطرق الصحيحة لهدف التطوير وتعزيز الجوانب الإيجابية، فكل فرد عليه مسؤولية النصح للمسؤول بكل أدب وذوق، مما يعكس مدى صدقه وتربيته، وكما ورد في أدب الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
ــــــــ
صلاح الرشيدي
صحيفة مكة