صحيفة مكة خالد قماش - مكة المكرمة
اتفق الشاعر صالح زمانان والدكتور صالح الحارثي على أن البطل المطلق في رواية وادي المؤمنين هو »التعايش داخل المكان«،
وتطرق الحارثي في ورقته إلى العديد من النقاط التي تشرح وتفصّل التعايش من وجهة نظر الرواية في خطوط الزمان والمكان التي أشارت له بـ»وادي العُرض»، حيث ظهر هذا المفهوم في العلاقة بين المسلمين واليهود تارة، وبين السنة والشيعة تارة أخرى.
وأكد الحارثي أن أجواء التعايش في السرد تُلهم المتلقي لمشاهدة نجران المعاصرة وتدعو للتفكّر في هذه المدينة العظيمة كأبرز المناطق والأماكن التي تقدم حاليا «التعايش» كدرس مجاني باهر، للتاريخ وللإنسان.
جاء ذلك ضمن محاضرة أقيمت بنادي نجران الأدبي الثقافي أخيرا بعنوان (وادي المؤمنين.. مرصاد التحول والتعايش)، وذلك كقراءة في رواية الكاتبة فاطمة آل تيسان «وادي المؤمنين»، ضمن فعاليات فوانيس نجران الرمضانية3، شارك فيها زمانان والحارثي بورقة نقدية عن الرواية تناولا خلالها بنية الرواية وشخصياتها والاتجاهات الفنية في السرد، وأبرز الثنائيات داخل العمل، بالإضافة إلى الخاص والعام في الرواية التي تجلّت في (الجنوب: نجران) ، (نجران: وادي العُرض)، و(الغياب: الموت).
من جانبه أوضح الشاعر صالح زمانان المعنى الجغرافي والدلالي لـ»وادي العُرض» الذي تدور معظم أحداث الرواية على ضفافه، لافتا إلى أن مواقف الحياة والشخصيات في الرواية تحيلنا إلى المنطقة الواقعة دون «المضيق» الذي يتمثل حاليا بسد وادي نجران المعروف، حيث اختارته الكاتبة ليكون مسرح الأحداث بوصفه مدخل نجران الأسطوري، وطرفها القديم النافذ إلى العالم الآخر الذي يشارك في تأويلات الغياب والسيل والتديّن والانتظار والعودة، والكثير من المعاني في الرواية.
وأضاف: «وادي المؤمنين» تعتبر مختبرا أوليا لنبش التاريخ النجراني الحديث، وخطوة جادّة أولى لرؤية العوالم الباهرة في عصور هذه المدينة الأسطورية، وخصوصا الأجزاء التي ما زالت شفوية يهددها الفناء، والرواية بلا شك دعوة لكل المبدعين والمبدعات للكتابة، والحديث مع الأجداد والأودية والجبال المكدسة بالأسرار والأحداث العجّابة».
من أطروحات صالح الحارثي
شيّدت الرواية على أكثر من طريقة سردية.
لم تتوار الكاتبة كثيرا خلف شخصياتها.
جريئة في تبيان وجهة نظرها تجاه العديد من الأمور والمواقف.
تحدث بوضوح فيما يتعلق بشموخ المرأة، ووجودها الهام والمؤثر للغاية في صفوف مجتمع وادي العُرض.